وليد هو فتى يقطن في منزل ذويه الكائن في قرية النبي صالح، في محافظة رام الله. وتعرف هذه القرية بارتفاع وتيرة حالات اعتقال الأطفال فيها. خاض وليد تجربة الاعتقال أول مرة حين كان في الثالثة عشر من عمره، كما تكررت هذه التجربة في عمر الثامنة عشر أيضاً. وقد وجهت إليه في المرة الأولى تهمة إلقاء الحجارة على الجنود وبذلك فقد اعتقله الجنود من منزله وكبلوا يديه وعصبوا عينيه. وقد تم احتجازه ليومين دون طعام أو شراب. وظل طيلة الفترة ملقى على الأرض بينما كان الجنود يركلونه ويضايقونه لفظياً وجسدياً. وقبل إطلاق سراحه، أخبره الجنود بأنه سيعود إلى السجن يوماً ما، الأمر الذي جعل وليد في حالة مستمرة من القلق والخوف من خوض هذه التجربة مرة أخرى.
في أعقاب إطلاق سراحه بعد قضاء عامين في السجن، تواصل أخصائي برنامج التأهيل لدى جمعية الشبان المسيحية مع محمد، الذي كان يواجه صعوبات جمة عند محاولته إعادة التأقلم مع حياته الطبيعية خارج السجن. لقد كان محمد فتى في عمر السابعة عشر فقط عندما اقتحم جنود الاحتلال منزل أسرته واعتقلوه. ولمدة خمسة عشر شهراً، تكرر اقتياد محمد إلى المحكمة التي كان يتم تأجيل جلساتها في كل مرة. وأخيراً، حكم عليه بالسجن لعشرة أشهر إضافية. يقول محمد: "كل شيء يبدو صعباً في السجن. كل تجربة تمر بها هناك هي تجربة صعبة".
محمد، فتى من نابلس، تم اعتقاله في المرة الأولى بعمر السادسة عشر، لتعود تجربة اعتقاله وتتكرر مرتين أخريين في غضون عامين. وقد جرى اعتقاله في المرتين من منزله حيث اقتحم جنود الاحتلال المنزل وألحقوا به الضرر والخراب ناهيك عن مضايقة أفراد الأسرة.
تم اعتقال فاطمة في عمر الخامسة عشر على حاجز زعترة العسكري بتهمة محاولة الطعن. وقد تم احتجازها لمدة أسبوعين، حيث تعرضت خلال هذه الفترة لمعاملة وحشية ومهينة على أيدي الضباط الذين اعتقلوها وحققوا معها: لقد كانوا يصرخون في وجهها، وهي مكبلة اليدين ومعصوبة العينين، كما وضعوا أرجلهم على ظهرها أثناء اقتيادها في سيارة الجيب العسكرية. وبعد الانتهاء من استجوابها، تركت مكبلة اليدين ومعصوبة العينين في الساحة الخارجية لمركز التحقيق من الساعة السابعة صباحاً لغاية الرابعة من بعد الظهر.
اعتقل اسماعيل على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي وهو في عمر الثالثة عشر بينما كان مع مجموعة من الشبان في محل للحلاقة. وقد وجهت إليهم تهمة المشاركة في أعمال عدائية ضد الجنود. وتم احتجاز الشبان لثماني ساعات في ما يشبه حاوية مظلمة وهم مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، غير قادرين على الأكل أو الشرب أو حتى استخدام المرحاض. وقد تم استجوابهم وضربهم وتعذيبهم.