وكسواه من الفتية الذين يتعرضون لتجارب صادمة مماثلة، فقد عانى محمد بعد إطلاق سراحه من صعوبة التأقلم مع حياته الطبيعية، فقد ظل حبيس غرفته، غير راغب في التحدث إلى أحد، حتى أنه لم يود مقابلة الناس الذين حضروا لتهنئته بالإفراج عنه. ومع ذلك، وبعد تنفيذ التدخل معه من قبل أخصائي الجمعية، فقد طرأ تغيير على سلوكه هذا، حيث بدأ بالخروج، ومقابلة الناس، والانخراط في الأنشطة الحياتية اليومية. لقد تلقى محمد دعماً نفسياً ومهنياً على مدى ثلاثة شهور. وعلى الصعيد المهني، عبر محمد بدايةً عن رغبته بالعمل في مجال كهرباء السيارات، إلا أنه سرعان ما غير قراره بعد تنفيذ التشخيص المهني، إذ أظهرت النتائج أنه سيبلي بشكل أفضل في مجال الميكانيكا. وكجزء من التدخل المنفذ معه، فقد شارك محمد أيضاً في الأنشطة الترفيهية حيث تمكن من خلالها من مقابلة أشخاص آخرين ومشاركة التجارب معهم.
وبموازاة ذلك، فقد تضمنت خطة التدخل دعم أفراد أسرة محمد بغية تحسين سبل تواصلهم معه ومساعدته في العودة إلى حياته الطبيعية. وقد أفاد محمد بأنه استفاد للغاية من التدخل المنفذ معه، إلا أن أكثر ما كان مفيداً بالنسبة إليه هو مساعدته في استعادة قدرته على التواصل مع أفراد أسرته واسترداد شعوره بالحرية.
وتعليقاً على تجربة التدخل مع محمد، قال الأخصائي: "لقد كانت تجربتي مع محمد ممتعة وثرية، مع أنه لم يمض على تنفيذها سوى ثلاثة أشهر". لقد كان التغيير الأكبر الذي أحدثه هذا التدخل في حياة المنتفع هو التغيير الإيجابي في حياته الاجتماعية وصحته النفسية. وعند انتهاء التدخل، كان محمد قد عاد إلى حياته الطبيعية، حتى أنه أصبح يأكل بشكل أفضل، الأمر الذي اعتبره الأخصائي مؤشراً جيداً على تحسن صحته النفسية. وبناءً على تجربته، يوجه محمد نصيحته إلى نظرائه ممن يمرون بتجارب مماثلة بالتوجه إلى جمعية الشبان المسيحية لتلقي المساعدة.