يعتبر برنامج التأهيل، وهو أحد برامج جمعية الشبان المسيحية القدس، البرنامج الوحيد في فلسطين الذي يتبنى نهج شمولي في مجال تقديم الخدمات التأهيلية. ولأننا نسعى في هذا البرنامج باستمرار إلى التزام المهنية في تقديم أي من مجالات الخدمة، نؤمن بأنه من أجل تحقيق الأهداف المرجوة على الصعيدين النفسي والاجتماعي والمهني،فنحن نحتاج إلى تقديم بيئة مناسبة للمنتفعين من أجل تسهيل عملية إعادة التأهيل. ويحرص طاقمنا ذو الخبرة الواسعة على وضع خطة تدخل شاملة تأخذ في عين الاعتبار جميع الاحتياجات والعقبات التي تتراوح من التعليم إلى التنقل والوصول إلى الخدمات المختلفة بحيث تتناسب مع خصوصيات كل فرد. وينصب تركيزنا في البرنامج على قدرة الفرد وليس على عجزه، بحيث يصبح المنتفعين لدينا أعضاءاً فاعلين في مجتمعاتهم و يتم إعادة دمجهم في المجتمع، وبذلك نساهم في تدوير واستخدام موارد المجتمع ممّا من شأنه إعادة بناء المجتمع الفلسطيني. ونقوم بتوفير خدماتنا من خلال الطواقم الميدانيّة التي تغطي كافة مناطق الضفة الغربية، وفي المناطق المحيطة بالمستفيدين، و في المكتب الرئيسي للبرنامج في بيت ساحور.
يتكون النهج الشامل المعتمد لدينا في برنامج التأهيل على عدد من الخدمات التي تتناول العديد من جوانب الحياة التي تتلاءم مع السياق الاجتماعي والسياسي في فلسطين.
يعتمد البرنامج منهجيات مختلفة تستند إلى أسس علميّة في التدخل لدى الأطفال والشباب والبالغين ممّن هم في حاجة إلى دعم نفسي، ومن يعانون من انقطاع في التسلسل الطبيعي للحياة جراء الإعاقة، أو الإصابة، أو السجن، أو عدم التفهم أو الوصمة الاجتماعيّة. ولقد كان للخدمات النفسيّة المقدّمة من خلال أخصائيّي البرنامج ومرشديه النفسيّين الاجتماعيّين الأثر الكبير على حياة الأفراد، والجماعات، والمجتمعات.
إن العمل مع الأسرة خلال المسيرة التأهيلية لأبنائهم هو أمر أساسي لمساعدتهم على تقبّل وضعهم الجديد، ومساعدتهم على التخفيف من ضغوطاتهم، وتعزيز دورهم كسند أساسي لهم.
يؤمن البرنامج بحق كل إنسان في التعليم. وتشمل خدمات التأهيل الأكاديمي تغطية تكاليف الدورات التعليميّة وتكاليف المواصلات للوصول إلى مكان الدراسة. وانطلاقاً من إيماننا بقدرات المنتفعين لدينا، يستثمر البرنامج الكثير من الجهود والمصادر لإعادة دمجهم في الحياة الأكاديميّة.
يتم تقديم خدمات التأهيل المهني لمن تجاوزوا الخمسة عشر عاماً لتمكينهم من التخطيط لمستقبل مستقر ومعتمد على الذات. وتشمل هذه الخدمات: إرشاد المنتفعين لمساعدتهم على وضع هدف مهني؛ دراسة القدرات البدنيّة والعقليّة، والميول المهنيّة، وسوق العمل داخل مجتمعاتهم من خلال وحدة التشخيص المهني؛ كما يشمل إلحاقهم بمراكز التدريب المهني أو ورش العمل لاكتساب المهارات اللازمة للالتحاق بسوق العمل؛ وتسهيل الحصول على فرص العمل؛ ورعاية مشاريع التشغيل الذاتي. إنّ للتأهيل المهني الأثر الكبير في مساعدة المنتفعين على أن يكونوا معتمدين على أنفسهم اقتصاديّاً، وأن يصبحوا أعضاءً منتجين في مجتمعاتهم لما من شأنه أن يؤدي إلى استعادة ثقتهم بأنفسهم وتعزيز احترامهم لذواتهم.
بالرغم من نجاح التدخل النفسي الاجتماعي في مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على تطوير نهج إيجابي في الحياة، إلا أن عدم تمكّن هؤلاء الأشخاص من استخدام الأماكن المحيطة بهم تعرقل عمليّة إعادة دمجهم في المجتمع. لذا يقوم البرنامج بإجراء تعديلات على المباني السكنيّة والمدرسيّة والأماكن العامّة لتصبح موائمة لاحتياجاتهم وبالتالي تساهم في تعزيز العمليّة التأهيليّة. وتشمل التعديلات الحمّامات، ومداخل المنازل والمدارس. وبالتوازي مع هذه الخدمات، نحرص على رفع الوعي المجتمعي فيما يتعلق بمفهوم التنوّع، لما من شأنه مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على أن يصبحوا معتمدين على أنفسهم وعلى ممارسة حقّهم في الوصول الخدمات.
يهتم البرنامج بتوفير بعض الاحتياجات الأساسيّة والملحّة لضمان إنجاح عمليّة التأهيل وإعادة دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، وعليه فإنّ البرنامج يسهّل توفير بعض خدمات إعادة التأهيل الجسدي بما في ذلك العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وتقديم المساعدات الفنيّة، مثل الكراسي المتحرّكة والعكازات والأطراف الاصطناعيّة، وغيرها.