وبعد إطلاق سراحه، كان من الصعب على اسماعيل العودة إلى حياته الطبيعية؛ فقد كان يلتزم الصمت في أغلب الأحيان، وأضحى سريع الغضب والانفعال ناهيك عن سلوكه العدواني تجاه أفراد أسرته. وظلت صور تجربة اعتقاله الصادمة تطارده. لقد كان يروي لأصدقائه بفخر عن تجربته، وهم كانوا يرون فيه بطلاً ورمزاً للرجولة والصمود.
وفي وقت لاحق، تواصل معه أحد الأخصائيين من جمعية الشبان المسيحية في منطقته. وشرع اسماعيل في تلقي الدعم والإرشاد لمساعدته في التفريغ عن الغضب الذي يكتنفه ولتمكينه من الحد من سلوكياته العدائية والعنيفة تجاه الآخرين. كما تلقت والدته الدعم اللازم أيضاً وتم إرشادها حول أفضل السبل للتعامل والتواصل مع ابنها. وعن ذلك تقول والدة اسماعيل: "بعد تنفيذ التدخل، تعلمت كيف أتواصل مع ابني الذي أصبح قادراً على البوح لي بما يشعر به بحرية".
وإلى جانب الإرشاد النفسي، كان الفتى بحاجة إلى دعم أكاديمي للتعويض عما فاته خلال فترة اعتقاله حيث أثر ذلك سلباً على قدرته على التركيز وأدى بالتالي إلى تراجع تحصيله الأكاديمي. وبالفعل، فقد تلقى اسماعيل دروس تقوية لمساعدته على متابعة تعليمه. علاوة على ذلك، فقد أظهر اسماعيل اهتماماً بمتابعة دراسته. ومع التشجيع المتواصل من قبل الأخصائي وأفراد الأسرة، حقق اسماعيل النجاح المنشود. يشعر اسماعيل بأنه مختلف اليوم، حيث يعبر عن ذلك قائلاً: "بسبب التدخل الذي نفذه الأخصائي، والدعم الذي تلقيته، تمكنت من التحرر من كافة المشاعر السلبية التي تركتها تجربة اعتقالي في نفسي."