لقد أمضت فاطمة في السجن مدة أسبوع وتم التحقيق معها مجدداً كما اقتيدت إلى المحكمة مرتين. وعلى الرغم من نجاح محاميها في إثبات براءتها من التهم المنسوبة إليها، إلا أنه لم يتم إطلاق سراحها إلا بكفالة مالية. وبعد عودتها إلى منزلها، علمت من إحدى صديقاتها عن برنامج التأهيل الذي تنفذه جمعية الشبان المسيحية. وبذلك، شرعت فاطمة بالمشاركة في جلسات الإرشاد مع الأخصائية.
لقد شعرت فاطمة بسعادة غامرة لعودتها إلى منزلها، إلا أن صور تجربة اعتقالها ظلت تطارد عقلها، ولا سيما العنف الذي تعرضت له من قبل الجنود. لم ترغب فاطمة بالتحدث عن تجربتها مع أسرتها، ولكنها شعرت براحة أكبر في التحدث عنها مع الأخصائية. تقول فاطمة: "أستطيع مشاركة الأخصائية بأمور لا أستطيع مشاركتها مع أسرتي". لقد كانت الأخصائية تزورها في منزلها في بداية التدخل، إلا أن فاطمة شعرت براحة أكبر بتنفيذ الجلسات في مكتب الجمعية في رام الله. وعلى الرغم من أنه لم يمض شهر واحد على انخراط فاطمة في البرنامج، إلا أن التغيير الإيجابي بدأ يظهر إذ أضحت قادرة على مشاركة تجربتها مع الناس وتعلمت كيفية التعامل مع مخاوفها ومعالجتها بسلاسة أكثر.
لقد عادت فاطمة إلى مدرستها أيضاً، وهي تتابع الآن دراستها تماماً كما زميلاتها. وتأمل فاطمة أن تصبح صحافية ناجحة في المستقبل. وانطلاقاً من تجربتها مع البرنامج، توجه فاطمة نصيحتها إلى الشابات اللواتي يتعرضن لتجربة مماثلة بالانخراط في برنامج التأهيل إذ تقول: "هناك، نتمكن من التحدث بحرية، نكون أنفسنا ببساطة، ونشارك الآخرين بمكنونات صدورنا". وستشارك فاطمة هذا الأسبوع في الرحلة الترفيهية التي ينفذها البرنامج. وهي تتوقع تمضية وقت ممتع وتتطلع قدماً إلى هذه الرحلة.