وعن تجربة اعتقاله، يوضح ليث بأنه وبينما كان يسير في أحد الأيام بصحبة أخيه الكفيف وابن عمه، تم استهدافه من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين أهانوه وضايقوه لكونه كفيفاً، ومن ثم اعتقلوا ثلاثتهم واقتادوهم في سيارة الجيب العسكرية. وظل الجنود يصرخون في وجوههم، مجبرينهم على القيام بعدد من الأمور المهينة. ووجهت إلى الفتية تهمة إلقاء الحجارة ومحاولة تخريب السياج العازل الذي كان يطوق القرية. وقد تم إطلاق سراح الفتية في وقت متأخر من الليل. يتحدث ليث عن شعوره في أعقاب هذه التجربة حيث كان الخوف يسيطر عليه كما لم تغب مشاهد الاعتقال عن ذهنه، من حيث السخرية منه من قبل الجنود والضباط، والسخرية من إعاقته البصرية بشكل رئيسي. لم يكن قادراً على التخلص من صورتهم وهو يسكبون مشروب البيرة على جسده ويحاولون خداعه قائلين بأنهم سيسمحون له بالعودة إلى المنزل ومن ثم يخبرونه بأنه سيمضي بقية حياته في السجن.
لقد كان ليث في أمس الحاجة للإرشاد والدعم والذي وفره له برنامج التأهيل في جمعية الشبان المسيحية عن طريق فريق من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين. لقد عمل الأخصائي معه بداية في جلسات إرشاد فردي، ومن ثم جلسات جماعية شملت شقيقه أيضاً. وقد خلص الأخصائي إلى أن ليث كان بحاجة للعمل معه بصورة مكثفة لتمكينه من التخلص من الشعور بالخوف وتفريغ المشاعر السلبية. وبذلك، فقد تعلم كيفية اكتساب وتوظيف مهارات وتقنيات التعامل مع الصعوبات. كما تم تسهيل عملية انخراطه في صفوف دروس التقوية من خلال توفير مدرس مختص في استخدام أسلوب بريل. يقول ليث: "لقد ساعدني الدعم الذي حصلت عليه من خلال جلسات الإرشاد على كسر حاجز الخوف واكتساب القوة والثقة بالنفس. كما طرأ تحسن على صحتي النفسية وازداد تقديري لذاتي". أما بشأن تطلعاته المستقبلية، فقد أفاد ليث بأنه يرى نفسه مدرساً أو مديراً في شركة.
وعن موقع قرية زبوبا، تحدث رئيس المجلس القروي قائلاً بأن القرية تعاني الكثير من جراء موقعها، إذ تقع بمحاذاة السياج العازل، وبالقرب من قاعدة عسكرية رئيسية في المنطقة، كما تحيط بها ثلاث مستعمرات إسرائيلية أقيمت داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. أما عن الموارد المائية للقرية، فقد تعرضت مياه الآبار البالغ عددها أربعة عشر بئراً للتلوث بالمياه العادمة التي تنتجها المواقع العسكرية. وقد استطرد قائلاً: "لقد كان لدينا مساحات شاسعة من الأراضي. والآن لم نعد نمتلك أية أراضي ويتوجب علينا التوجه للقرى المجاورة لشراء الأراضي منهم عند الحاجة". أما عن وضع أطفال هذه القرية المهمشة، فهم يتعرضون للاستهداف بشكل دوري من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي، بما أنهم يقضون معظم وقتهم في اللعب بالخارج وعلى الأرجح في المنطقة القريبة من السياج العازل. ويتثمل هدف المجلس القروي في تأمين المساعدة اللازمة للأطفال، والمدراس وكذلك الأشخاص ذوي الإعاقة في القرية. ويفضي عمل المجلس، إلى جانب الدعم المقدم من قبل برنامج التأهيل الخاص بجمعية الشبان المسيحية في تزويد قدر كبير من المصادر للشباب هناك، إذ يعتبر الشباب الفئة الأكثر تضرراً في القرية. ويوضح ليث بأن الشباب هم أكثر ميلاً للعب أدوار البطولة والتصرف على أساس عدم إظهار ألمهم. ويقول: "يساعدنا البرنامج على أن نكون أكثر صدقاً مع أنفسنا والاعتراف بأن ما حدث معنا من تجارب صادمة ليس بالأمر الاعتيادي."