لم يكن لتهافت وسائل الإعلام على العائلة لكتابة القصص بشأن تجربة الفتى أثراً إيجابياً، بل على العكس زاد ذلك من حالة التوتر لديه ولدى عائلته على حد سواء. ومن هنا، فقد حرصت العائلة على الانضمام لأسرة جمعية الشبان المسيحية في تدخلاتها لإيمانهم بأن هذا ما يجلب لهم الشعور بالسكينة والسلام وراحة البال.
وقد عمل الأخصائي مع أرود لمدة ثماني شهور حيث تضمن التدخل تنفيذ جلسات الإرشاد التي تمكن الفتى من خلالها من التعبير عن مشاعره والتخلص من مخاوفه، والاسترخاء وبناء الثقة بالنفس. ونتيجة لتجربة الاعتقال المتكرر، فقد أصيب أرود باضطرابات النوم، حيث لم يتمكن من النوم ولم تتعدى ساعات نومه عدداً قليلاً من الساعات خلال النهار. وقد كانت أعظم مخاوفه هي تكرار تجربة اعتقاله وحرمانه من إنهاء المدرسة والحصول على الشهادة. يقول أرود: "إذا اعتقلوني الآن مرة أخرى، فهل سأتمكن من متابعة دراستي؟ ما الذي يمكنني فعله؟". وللتعويض عما فاته في المدرسة أثناء فترة اعتقاله، حصل أرود على دروس تقوية. وبالتوازي مع التدخل مع الفتى، تم تقديم الدعم أيضاً لذويه من خلال جلسات الإرشاد الجماعي، التي أتاحت للوالدين فرصة التعبير عن المشاعر وتفريغ المشاعر السلبية من جراء الضغط والتوتر. كما تعرف الأهل على التقنيات التي من شأنها مساعدتهم على تحسين التعامل مع ابنهم، بالإضافة إلى تبادل الخبرات مع أهالي مروا بتجارب مماثلة. تقول والدة أرود: "أرود ليس من الأشخاص الذين يكثرون الكلام، ولكن عندما تحدث مع الأخصائي أخبره كل شيء وباح له بكل مكنونات صدره".
لقد تمكن أرود من اجتياز امتحان التوجيهي بنجاح مع تحقيق درجات ممتارة. وهو يخطط الآن للتسجيل بكلية القانون في جامعة القدس. لقد أضحى أرود فتىً ينبض بالحياة ويحب الخروج، ولعب الكرة والسباحة. يقول أرود: "لقد أصحبت في حال أفضل وأشعر بأنني أقوى مما كنت عليه سابقاً".