وفي إطار برنامج التدخل مع الأسرى المحررين، نفذ أحد الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في الجمعية زيارة لوائل، حيث تم تنفيذ تقييم شامل للحالة النفسية والاجتماعية للصبي. وقد أظهرت نتائج التقييم بأن وائل كان يعاني من متلازمة اضطراب ما بعد الصدمة، من جراء تجربة الاعتقال التي تعرض لها؛ صورة اعتقاله من قبل الجنود، واقتياده في سيارة الجيب، والمعاملة اللاإنسانية التي تلقاها أثناء اعتقاله، كلها صور ظلت تطارده ولم يكن باستطاعته التخلص منها. وفور الشروع في تنفيذ جلسات الإرشاد، باستخدام تقنية العلاج بإبطال التحسس وإعادة العلاج بحركات العين (EMDR) وهي واحدة من أحدث الطرق نسبياً وأكثرها فعالية في علاج حالات ما بعد الصدمة والإرشاد. يقول الأخصائي: "لقد تجاهلوا واقع كونه فتى في الرابعة عشرة من عمره، وأنه كان لا بد من معاملته بطريقة أفضل."
وبالتوازي مع التدخل المنفذ مع وائل، تم تنفيذ تدخل مع أسرته ومدرسّيه في المدرسة على حد سواء، وذلك بهدف تسهيل عملية إعادة إدماجه في المجتمع. وقد أحيل وائل إلى صفوف دروس التقوية لمدة شهرين، لمساعدته في التعويض عما فاته في المدرسة، حيث نجح وائل في متابعة دروسه أسوة بزملائه في المدرسة.
وبعد مضي خمسة أشهر من المتابعة الحثيثة والعمل عن كثب مع فريق جمعية الشبان المسيحية، تمكن وائل من تجاوز حالة الصدمة والتعافي من تجربته الصادمة؛ لقد أصبح قادراً على النوم براحة وهدوء طوال الليل، ولم تعد المشاهد المروعة تتبادر إلى ذهنه، وطرأ تحسن ملحوظ على علاقته مع أفراد أسرته، كما تحسن تحصيله الأكاديمي في المدرسة. لقد كان طموح هذا الصبي هو الدافع وراء نجاحه، حيث أكد أنه سيجتاز امتحان الثانوية العامة من أجل دراسة الطب في الجامعة لأنه يود أن يصبح طبيباً. وقد واصل الأخصائي متابعته لوائل للتأكد من سير الأمور على ما يرام في المنزل والمدرسة على حد سواء. يقول الأخصائي: "يتطلع وائل إلى مستقبله بطموح وتفاؤل. لقد تمكن من تحسين علاقاته إلى حد ملحوظ كما طور احترامه لذاته وثقته بنفسه".