يعتبر برنامج التأهيل، وهو أحد برامج جمعية الشبان المسيحية القدس، البرنامج الوحيد في فلسطين الذي يتبنى نهج شمولي في مجال تقديم الخدمات التأهيلية. ولأننا نسعى في هذا البرنامج باستمرار إلى التزام المهنية في تقديم أي من مجالات الخدمة، نؤمن بأنه من أجل تحقيق الأهداف المرجوة على الصعيدين النفسي والاجتماعي والمهني،فنحن نحتاج إلى تقديم بيئة مناسبة للمنتفعين من أجل تسهيل عملية إعادة التأهيل. ويحرص طاقمنا ذو الخبرة الواسعة على وضع خطة تدخل شاملة تأخذ في عين الاعتبار جميع الاحتياجات والعقبات التي تتراوح من التعليم إلى التنقل والوصول إلى الخدمات المختلفة بحيث تتناسب مع خصوصيات كل فرد. وينصب تركيزنا في البرنامج على قدرة الفرد وليس على عجزه، بحيث يصبح المنتفعين لدينا أعضاءاً فاعلين في مجتمعاتهم و يتم إعادة دمجهم في المجتمع، وبذلك نساهم في تدوير واستخدام موارد المجتمع ممّا من شأنه إعادة بناء المجتمع الفلسطيني. ونقوم بتوفير خدماتنا من خلال الطواقم الميدانيّة التي تغطي كافة مناطق الضفة الغربية، وفي المناطق المحيطة بالمستفيدين، و في المكتب الرئيسي للبرنامج في بيت ساحور.
يتكون النهج الشامل المعتمد لدينا في برنامج التأهيل على عدد من الخدمات التي تتناول العديد من جوانب الحياة التي تتلاءم مع السياق الاجتماعي والسياسي في فلسطين.
يعدّ إشراك المجتمع في إحداث تغيير في السياق المحلي أمراً لا غنى عنه. وبالتالي، يحرص البرنامج على عقد لقاءات مستمرّة مع الأسر، والمراكز المجتمعيّة، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمنظّمات الحكوميّة ذات الصلة لنشر الوعي حول القضايا المتعلّقة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والناجين من العنف السياسي.
يحرص البرنامج على الدعوة إلى والعمل على إحداث تغيير على مستوى السياسات للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والناجين من العنف السياسي. وعليه فقد تمّ إنشاء فريق للمناصرة لجمع البيانات، واللقاء مع صناع القرار، وإعداد حملات المناصرة ومتابعتها، وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة للنضال من أجل نيل حقوقهم.
تساهم وحدة التدريب في بناء قدرات المرشدين النفسيّين الاجتماعيّين والمهنيّين والأخصّائيّين والمشرفين لدى البرنامج، وكل من يعملون في مجال التأهيل والصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي لدى المنظمات الحكومية وغير الحكومية المحليّة. ولقد كان للتدريبات التي عقدت في أمريكا اللاتينيّة، وآسيا، وأفريقيا، والشرق الأوسط الأثر في جعل وحدة التدريب لدينا عنواناً لدى الاتحاد العالمي لجمعيّات الشبّان المسيحيّة وغيرها من المؤسسات العالميّة.
يستمرّ برنامج التأهيل في التشبيك مع جميع الأطراف المحليّة والعالميّة ذات الصلة لزيادة أثر العمل لديه. وقد نجح البرنامج، بالاعتماد على سمعته الطيّبة، من أن يصبح عضواً في المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة، واللجنة التوجيهية الوطنية لشبكات حماية الطفولة، واللجنة التوجيهية الوطنية للإرشاد والتوجيه المهني، ومجموعة العمل النفسي الاجتماعي لتحالف ACT، بالإضافة إلى شبكات أخرى.
من أهم ما يميّز برنامج التأهيل هو الكمّ الغني من الكتيّبات والبحوث والتقارير التي يتمّ إعدادها. وعلى سبيل المثال لا الحصر، تمّ إعداد دليل المؤسسات العاملة في مجال الصحة النفسية والتدخل النفسي الاجتماعي في الضفة الغربية، ودليل المنظّمات العاملة في مجال الإعاقة في الضفّة الغربيّة، ودليل التدريب في تقديم الدعم النفسي الاجتماعي والصحة النفسيّة.