شارك في الورشة ممثلون عن وزارة العمل الفلسطينية، ووزارة التنمية الاجتماعية، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد العام للأشخاص ذوي الاعاقة، وعدد من منظمات الأشخاص ذوي الاعاقة، اضافة الى ممثلين عن غرفة تجارة وصناعة الخليل وبلدية الخليل وموقع جوبس jobs.ps. وقد افتتحت الورشة بتقديم نبذة موجزة، من قبل مؤسسة هانديكاب انترناشونال، حول المشروع وأهدافه والمناطق التي يستهدفها. تضمنت الجلسة الافتتاحية خمس كلمات لممثلين عن وزارة العمل، ووزارة التنمية الاجتماعية، والاتحاد الأوروبي، ومؤسسة هانديكاب انترناشونال، وجمعية الشبان المسيحية.
رامي مهداوي، مدير عام الإدارة العامة للتشغيل في وزارة العمل، أشار الى ان عدد العاطلين عن العمل في فلسطين يصل الى 361 الف عاطل عن العمل وفق بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ثم أكد على عدد من المحاور التي تتبناها الوزارة لمواجهة حالة البطالة تلك، منها التشغيل الذاتي، الريادية والاستثمار في الرأسمال البشري، ودعم الاستثمار في القطاع الخاص، وفتح جسور مع الدول العربية لأبنائنا وبناتنا للتشغيل والتوظيف. كما شدد على دعم الوزارة للمشروع ونقل فكرته لمديرياتها، ودعا لضرورة توفر بنك للمعلومات يقدم بيانات حول التوزيع المناطقي لمعدلات البطالة وتحديد سبل الاستجابة. وختم بالقول ان الوزارة تبدي اهتماماً خاصا بتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، وباشرت ببناء شراكات مع مؤسسات محلية لخدمة هذا الغرض.
أمين عنابي، مدير عام الإدارة العامة لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة في وزارة التنمية الاجتماعية، وضح من جهته وجود نظرة مجتمعية ومؤسساتية قاصرة فيما يتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة وقدراتهم وكفاءاتهم المهنية، وأكد على أهمية تكثيف الجهود المبذولة من قبل المؤسسات العاملة في مجال الإعاقة باتجاه الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والاتفاق على برنامج عمل موحد فيما بينها يسهم في دعم قضاياهم. واضاف بأنه، وضمن هذا السياق، عقدت الوزارة أكثر من ورشة حول دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل لتحديد الأولويات نحو تحقيق التوظيف الشمولي، وباشرت التنسيق مع عدد من الشركاء للعمل على توفير بنك معلومات دقيق يحدد اعداد الأشخاص ذوي الإعاقة واعمارهم ومؤهلاتهم وتوزيعهم الجغرافي.
ليزا تانتاري، رئيسة قسم الحكم الرشيد في الاتحاد الأوروبي، اكدت أن الاتحاد الأوروبي يعتبر حق الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل والمشاركة الفعالة في مجتمعاتهم من أولويات استراتيجيته للأعوام 2010-2020، ويستند في ذلك لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وأضافت تانتاري بأن الاتحاد الأوروبي يعمل بشراكة مع القطاع الخاص، والقطاعات الأخرى، لدعم توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة بما ينسجم مع قانون الأشخاص ذوي الإعاقة. وفي الكلمة التي قدمها مدير مؤسسة هنديكاب انترناشيونال برونو ليكليرك، أشار الى أن مؤسسة هانديكاب، ومن خلال خبرتها في 60 دولة على مدى 30 عاماً، تؤمن بحق الأشخاص ذوي الإعاقة في أن يكونوا أشخاصاً فاعلين في مجتمعاتهم أكثر من مجرد كونهم متلقي خدمات أساسية. وأضاف، بأن فكرة هذا المشروع مبنية على هذا الحق، حيث يسعى المشروع لإيجاد حلقة وصل ما بين الباحثين عن عمل من الأشخاص ذوي الإعاقة وأرباب العمل بالاعتماد على الخبرة المحلية في هذا المجال والتي تمثلها جمعية الشبان المسيحية-القدس كشريك أساسي في تنفيذه.
نادر ابو عمشا، مدير عام جمعية الشبان المسيحية القدس - برنامج التأهيل، فقد قال في كلمته بان الجمعية تؤمن بالشراكة عنواناً لعملها مع المؤسسات العاملة في مجال الإعاقة ومنظمات الاشخاص ذوي الاعاقة، والقطاعين الخاص والحكومي. وأتبع بالقول بأن جمعية الشبان المسيحية تتطلع بإيجابية للعمل المشترك بما ينسجم والاستراتيجيات الوطنية العامة. كما أشار الى أن هذا المشروع يمثل خطوة متقدمة نحو خدمة التوجه الاستراتيجي لجمعية الشبان المسيحية في مجال احقاق حقوق الاشخاص ذوي الإعاقة خاصة حقهم في التدريب والتأهيل والحصول على العمل اللائق، ودعا القطاع الخاص للنظر بتشغيل الأشخاص ذوي الاعاقة كفرصة للتنمية الاقتصادية على القاعدة الحقوقية، ومن منطلق أن الاعاقة شكلا من اشكال التنوع الانساني وليس حالة تستوجب الاحسان والشفقة.
وتخلل الجلسة الثانية من الورشة عرضٌ للمشروع من قبل ديما جقمان، منسقة المشروع في جمعية الشبان المسيحية القدس- برنامج التأهيل،والسيدة دانيلا زيزي، المنسقة الميدانية في الضفة الغربية في مؤسسة هانديكاب انترناشونال، حيث أوضحتا بأن الهدف العام للبرنامج هو اشراك المجتمع المدني للجهات الاقتصادية الفاعلة العامة والخاصة في تعزيز النمو المنصف والمستدام عبر تعزيز المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص. ويتم ذلك من خلال (1) زيادة فرص الأشخاص ذوي الإعاقة في الحصول على فرص عمل، تحفيز أرباب العمل على تلبية احتياجاتهم من خلال برنامج توظيف مدعوم، و(2) زيادة الوعي عند القطاعات الخاصة والعامة حول المعيقات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة في التوظيف.
في الجلسة الثالثة، جرى عرض فيديو لقصص نجاح في مجال تشغيل الأشخاص ذوي الاعاقة. أُتبع العرض بمداخلتين؛ الاولى قدمها أمجد حمارشة، المدير التنفيذي لشركة وموقع جوبس، وأشار فيها الى أن جوبس ستقوم من خلال شراكتها مع هانديكاب انترناشونال بموائمة موقعها الالكتروني للأشخاص ذوي الإعاقة ليصبح بإمكانهم تصفح الموقع والتقديم للوظائف وتحميل سيرهم الذاتية. وأضاف حمارشة أن الموقع الالكتروني لجوبس سيعمل كذلك على توفير قاعدة بيانات خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة وتوفيرها بشكل مجاني لأرباب العمل. المداخلة الثانية قدمتها د. خديجة جرار، مديرة جمعية أصوات لذوي الإعاقة الذهنية، أكدت فيها على أهمية التركيز على دعم الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة، كالإعاقات الذهنية، ومساعدة ذويهم في الحصول على فرص عمل كريمة.
واختتمت الورشة بنقاش مفتوح أشار فيه المتحدثون على ضرورة وجود قاعدة بيانات موحدة حول الأشخاص ذوي الاعاقة، والتشبيك مع المؤسسات والقطاعات المختلفة، الخاصة والحكومية، وأهمية العمل على تدريب وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة وكذلك مواءمة المؤسسات التي سيعملون فيها من مرافق وخدمات، والقيام بأنشطة وفعاليات ترفع من كفاءة الأشخاص ذوي الإعاقة.