الأخبار
الخميس, 07 أيلول/سبتمبر 2017 05:40

الاشخاص ذوي الاعاقة يواجهون تحديات مركبة في سعيهم للحصول على تأمين صحي عادل وشامل

قالت جمعية الشبان المسيحية برنامج التاهيل ان الأشخاص ذوو الاعاقة يواجهون تحدياتٍ مُرَكَّبة ومضاعفة لدى سعيهم للحصول على الخدمات الصحية المتصلة بالإعاقات التي لديهم أو في السعي للحصول على أية خدمات صحية أخرى.

وبحسب تقرير اعدته جمعية الشبان المسيحية – برنامج التاهيل ونفذته شبكة PNN تعود هذه التحديات إلى ضعف الأنظمة والقوانين ذات العلاقة بالإضافة إلى سياسة العمل والإجراءات الحالية المُتَّبَعة في مختلف الوزارات خصوصا في وزارة الصحة الفلسطينية، وهناك العديد من النتائج المَريرة الناجمة عن تلك التحديات، أهمها صعوبات في الحصول على التحويلات الطبية خاصةً تلك التحويلات التي لا يغطيها نظام التأمين الصحي الحكومي، صعوبات في الحصول على عدد كبير من الأدوية اللازمة والمُكْلِفة، صعوبات في الحصول على خدمات التأهيل والخدمات الطبية لمن لديهم تقرحات شديدة.

الاشخاص وذي الاعاقة يتحدثون عن واقعهم

ابراهيم داوود من بلدة يطا جنوب الخليل لديه امراض متعددة تسببتْ بوجود إعاقة لديه، لا يتم تقديم العلاج الكافي كذلك لا يتلقى الحد الأدنى من المتطلبات الطبية له من قبل وزارة الصحة او اي وزارة اخرى. وتعتبر ال ٧٠٠ شاقل من وزارة الشؤون التي يتلقاها كل ثلاثة اشهر هي المساعدة الوحيدة التي تقدمها الدولة له، وتنتابه الحَيْرة في وجهة صرفها .

وأضاف: ” اعاني من مرض غير مصنف منذ أكثر من عشر سنوات ممتد من النخاع حتى الدماغ وحاليا انا مقعد وقمت بإجراء ثلاثة عمليات وتناولت جميع الادوية والمسكنات وجميعها على حسابي الخاص لان العلاج الخاص بمرضي غير متوفر في وزارة الصحة.

وقال داوود انه لا يجد الدواء في صيدليات وزارة الصحة ما يضطره الى شراءها بمساعدة بعض الأفراد في المجتمعمن جهة وتحمل ديون كبيرة من الصيدليات من الجهة الاخرى

المواطن سليمان صلاح من بلدة الخضر والذي يعاني من مرض تَصَلُّب لُوَيْحي لم يكن افضل حالا فهو يحتاج الي ادوية بمبالغ طائله دفعته تجربته وتجارب غيره إلى عدم التوجه لوزارة الصحة لطلب المساعدة .

و أشار أنه من العام 2009 بدأ يذهب للبحث عن العلاج وزار العديد من المشافي ولكن حالته الصحية كانت دائما تزداد سوءا بسبب عدم تلقي العلاج اللازم والذي لا تؤمنه وزارة الصحة بسبب تكلفته العالية .

صلاح لم يخفي قيام الوزارة بمساعدته بالتحويلات الي المشافي لكنه اكد ان الموقف بعدم التوجه لم يكن وليد عدم رغبة او قدرة بل ان التجربة كانت السبب حيث لم توفر وزارة الصحة احتياجات بسيطة في رحلة العلاج له .

الحاجة الي العلاج دفعت الاشخاص ذوي الاعاقة للاعتماد علي النفس والاقرباء والاصدقاء لكن ذلك ليس حلاً مُنْصِفاً أو كريماً من جهة كما أنه لن يكون مُتاحاً للجميع وبشكل دائم من جهةٍ أخرى.

وفي هذا الاطار يتحدث المواطن إبراهيم داوود مشيرا إلى ان وضعه الصحي يتدهور فمنذ حوالي أربعة سنوات يجب ان يركب جهاز من وزارة الصحة فقدم لتحويلة وكتب كتاب لمحافظ الخليل وحتى الآن لم يأتي الرد ووصل المرض لديه إلى الدماغ مما جعل وضعه الصحي يزداد سوءا .

جمعية الشبان المسيحية برنامج التاهيل تشير لاهمية تعديل نظام التامين الصحي حتى يشمل الاعاقات

وقالت مشرفة حمالات الضغط والمناصرة في جمعية الشبان المسيحية القدس- برنامج التأهيل شذى أبو سرور أن العديد من الاشخاص ذوي الاعاقة لا يتوفر لديهم الحد الأدنى من الخدمات الصحية خاصة الاشخاص الذين لديهم اعاقات ذهنية وحركية وبالتالي عدد كبير منهم يبقى رهينة الحلول الفردية والعشوائية والامزجة والواسطة الموجودة في المؤسسات الحكومية. .

وأشارت إلى ضرورة تعديل نظام التأمين الصحي الحكومي حتى يشمل خدمات التأهيل ومجموعة أكبر من الأودية التي يحتاجها الاشخاص ذوي الاعاقة.

وزارة الصحة ترد على التقرير وتؤكد تقديمها للخدمة لمن يحتاجها

في المقابل توكد وزارة الصحة وعلي لسان وكيل الوزارة الدكتور اسعد الرملاوي انها تعمل علي اكثر من مجال لتوفير احتياجات الأشخاص ذوي الاعاقة الطبية ولكن وفق متابعة وقرار الاطباء التابعين للوزارة حيث اكد الدكتور اسعد الرملاوي على ان الوزارة تقدم الخدمة لمن يحتاجها .

وقال الرملاوي ان الادوية المسموح بها من منظمة الصحه العالمية والتي تسمى الادوية الاساسية الموجوده في كل العالم هي 254 دواء، و سلة الدواء الموجوده في فلسطين 550 نوع دواء بما يعادل الضعف وأكثر أيضا.

موضحا ان هناك أدوية خاصة فعندما يكون هناك عدد من المرضى يحتاجون إلى هذه الأدوية التي لا تدخل ضمن الادوية الاساسية لأن الأمراض عديده وهناك أمراض وراثية تؤدي إلى الاعاقه وعلى هذا الاساس هناك تقارير طبية تقدم من قبل المرضى ويتم شراء هذه الادوية لهم وأحيانا العملية تأخذ وقت لأن الدواء قد يكون غير متوفر في المنطقه وهذه الأدوية اجمالا لا تكون منتجه هنا وبالتالي يحتاج وقت إلى استيرادها واحضارها ، وبعض المرضى يشكو من عملية التأخير التي تكون خارج إرادة وزارة الصحة فالأمر يكون لوجستيكي ، مشددا على انه في النهاية لا يوجد مريض فلسطيني لا يأخذ علاج ودواء يحتاج اليه .

وأضاف الرملاوي:” نحن الآن نتابع مع البنك الدولي لمراجعة التأمين ومصرين ومتأكدين أن التأمين لا يفي بالغرض لأنه لا يعقل أن هناك تأمين في العالم كالتأمين المعمول به في الاراضي الفلسطينية بأن المواطن يؤمن اليوم وغدا يأخذ الخدمة فهذا الشيء مرهق جدا، ولا يعقل أن أكثر من 70% من الناس غير مؤمنين ويأخذوا خدمة، مضيفا ان قطاع غزه بأكمله يأخذ خدمة دون تأمين صحي بقرار سياسي، العمال والفقراء يأخذوا تأمين أقصى ونسبتهم عاليه جدا ، والأشخاص المؤمنين تطوعا لا يتجاز عددهم بضعة آلاف شخص، وبالتالي نحن نسعى جادين لأيجاد تأمين بقانون بحيث يكون كل مواطن فلسطيني مؤمن تبعاً لهذا القانون يغطي جميع الفئات بما فيهم فئة المعاقين .

وفي انتظار نظام تأمين صحي عادل وشامل وإجراءات واضحة ومُعْلَنة يبقى العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة عُرْضة لتفاقم حالتهم الصحية التي تؤدي حتماً للموت الناتج عن ضعف الخدمات الصحية والتأهيلية، ويبقى بعضهم الآخر في انتظار احتمالات المعالجة الفردية للأمور كما احتمالات اهتمام وسائل الإعلام.

تفاعل معنا

الوسائط المتعددة